دراسات وتحقيقات - دراسات في الموسيقى


الآلات والعلوم الغربية في الحياة الموسيقية العربية

كيف يكون الاستعمار الموسيقي حضارياً؟! سؤال قد لا نجد الإجابة الشافية عليه، لكن وبمعزل عن هذه الدعابة –السؤال– لا بد من التأكيد هنا على أن الموسيقى العربية كان عليها في ظل قوة وعمق هذا «الاستعمار» في تفاصيل حياتنا الموسيقية المعاصرة بما ترك من آثار سلبية وخطيرة على مفردات وخصوصية الهوية الإبداعية للموسيقا العربية.


عمر البطش

يعتبر الفنان عمر البطش من الذين أولوا التراث أهمية خاصة وأنجزوا فيه أعمالاً جليلة، لا تزال آثارها واضحة إلى الآن. ولد عمر البطش في حلب عام 1885 وتوفي عام 1950 ولم يزاول الفن إلا متأخراً. ذهب مع الشيخ علي الدرويش إلى المحمرة في عربستان، وبعد عودته لزم التكايا وصفوف الذكر لدى الصوفيين وأخذ عنهم الكثير قبل أن يتعمق في فن الموشحات والقدود ويصبح من أعلامها الكبار. وإليه يعود فضل تطوير رقص السماح ووضعه بالشكل الذي نعرفه اليوم.


الشيخ علي الدرويش

يعود نسب الشيخ علي الدرويس إلى المنوفية في مصر حيث جاء أبوه مع حملة إبراهيم باشا على سورية واستقر في حلب وفيها تزوج وأنجب أبناءه ومنهم علي الذي ولد في حلب عام 1884 وتوفي عام 1952 وقد لقب بالشيخ لدراسته في مدرسة دينية وبالدرويش لانتسابه إلى طريقة المولوية الصوفية. درس الشيخ علي الدرويش الموسيقا على يد أساتذة كبار. وقد زار  عربستان والهند وإيران والعراق وتركيا ونهل علومه الموسيقية من مصادر متعددة، قبل أن يتفرغ لدراسة الموسيقا برفقة الباحث الكبير في الموسيقا الشرقية البارون ديرلينجيه حيث قام بأعظم أبحاثه في مجال الموسيقا الشرقية وتجديدها.


عبد الفتاح سكر

يصح تسمية الفنان عبد الفتاح سكر بفنان الأغنية الشعبية الدارجة، إذ استطاع من وراء أغانيه التي أعطاها لمطربين سوريين لم يكونوا معروفين قبلاً أن يجعل منهم نجوماً مرموقين على مستوى الوطن العربي، ولكن هؤلاء ـكما يبدوـ لم يقدِّروا ما فعلت ألحانه لهم، فلووا أعناقهم عنه ليرتعوا بعض الوقت في أضواء الشهرة التي أتاحتها لهم تلك الألحان


صالح المحبك

صالح المحبك مغني وملحن مشهور ولد في حلب سنة 1911 وتوفي في عام 1954 عمل مع كبار الفنانين مثل أحمد الأوبري وعمر البطش وعلي الدرويش واشتهر بأناشيده الدينية وأناشيده ضد الاستعمار الفرنسي بالإضافة إلى إتقانه لفن الموشحات وسيطرته على المقامات المختلفة ومن أشهرها "ظبية الأنس" و "تنعش الأرواح".


الموسيقى


أحمد الأوبري

ولد أحمد الأوبري الملحن والكاتب والباحث الموسيقي في حلب عام 1885 وتوفي عام 1952، وقد أسهم أحمد الأوبري في النهضة الموسيقية في حلب، والتي ساهم بتأسيس ناديها الموسيقي عام 1935 بالاشتراك مع الفنان علي الدرويش والشاعر الكبير عمر أبو ريشة وغيرهم من كبار الفنانين والمهتمين؛ وقد أسهم بتدريس الموسيقا وتعليمها للناشئة وفق أصولها الصحيحة كما قام بتحقيق وتوثيق العديد من المقامات والأوزان والإيقاعات والموشحات في بحثه عن موشح "اسق العطاش" والذي يعتبر من أهم ما كتب في هذا الموضوع وغناه فيما بعد المطرب الكبير صباح فخري.


شفيق شبيب

يعتبر شفيق شبيب الملحن والكاتب والعازف من أبرز الموسيقيين العرب الذي يقف على قمة واحدة مع أعلام الموسيقا العربية في سورية، وقد ولد في دمشق عام 1987 وتوفي عام 1982 تاركاً تراثاً ضخماً من الموسيقا والأبحاث الموسيقية، وقد عمل مع كبار الفنانين مثل سعيد مراد، عبد الغني قلعي، وتوفيق الصباغ وله أبحاث وتحقيقات كثيرة في المقامات الموسيقية بالإضافة إلى العديد من الألحان الجميلة ومن أشهر أعماله "سماعي بوسليك" و "حلقة الذكر" و"ليلة الذكر" و"أوبريت الصباح".


توفيق الصباغ

يعتبر الموسيقي الكبير توفيق الصباغ الملحن والعازف من ألمع الموسيقيين الذين انصرفوا إلى الموسيقا من دون الغناء، ورغم تلحينه بعض القصائد و المونولوغات، إلا أن تركيزه الحقيقي كان على التأليف الموسيقي. ولد توفيق الصباغ في حلب عام 1892 وتوفي عام 1964 وقد عمل مع كبار الموسيقيين أمثال جميل عويس وشفيق شبيب. وضع توفيق الصباغ عدداً من المؤلفات الموسيقية الهامة أشهرها على الإطلاق "تعليم الفنون" و "المجموعة الموسيقية" كما وضع كتابه الضخم "الدليل الموسيقي العام" الذي وثق فيه كل ما يحتاجه الموسيقيون من نظريات، وشرح أساليب العزف على مختلف الآلات الشرقية. من أشهر مقطوعاته "عواطف"، "الوداع"، "طلوع الفجر" و"الكمنجة تتكلم".


كميل شامبير

ولد المؤلف المسرحي والملحن والعازف كميل شامبير في حلب عام 1892 وتوفي عام 1934، ويعتبر كميل شامبير من أعظم الموسيقيين السوريين الذين استوعبوا الموسيقا الغربية والشرقية وعملوا فيهما كما تميز بثقافته الرفيعة وإجادته لعدة لغات غير اللغة العربية. وقد عمل كميل شامبير رئيساً لفرقة نجيب الريحاني ولفرقة أمين عطا الله وأعطاهما أهم أعمالهما المسرحية، وبالتالي يعتبر بحق أحد مؤسسي المسرح الغنائي في مصر والعالم العربي. من أشهر أعماله ثلاثية "الترومبيت، الكمان والعود" و27 أوبريت مسرحي منها: الفنون الجميلة، الغريب والبائس، عقبال عندكم وغيرها كثير..


الانتقال إلى الصفحة:
1 2 3 4 الأخيرة->